.
وقائع هذه المعركة الكبرى جرت خلال الأسبوع الأول من شهر مارس سنة 1957،بين قوة لجيش التحرير الوطني،تــعدادها كتيبتان ضد العدو نستعرض مختلف مراحلها من خلال هذا التحقيق
الموقع والتاريخ :
شهد جبل عيسى خلال الثورة التحريرية معارك عديدة بين جيش التحرير الوطني وقوات العدو من بينها هذه المعركة التي جرت وقائعها في اليومين الرابع والخامس منت شهر مارس سنة 1957 والجل المذكور هو حلقة في جبال الأطلس الصحراوي،التي يمتد عمقها حتى التراب المغربي يحده من الناحية الجنوبية جبلي بولغفاد وتانوت ومن الناحية الغربية جبل مرغاد وجبل بوالكرش،وهو يشرف من الناحيتين الشمالية و الجنوبية الشرقية على هضبة واسعة الأرجاء تمتد حدودها على امتداد النظر،وتعبر هده الأراضي السهلة طرق رئيسية تربط مابين المدن الواقعة في الجنوب الغربي من الوطن والشمال الغربي منه وأخرى فرعية ومن أهمها خط السكة الحديدية الرابط ما بين مدن شمال غرب الوطن ومدينة بشار،وخط مواز له هو الطريق الرابط ما بين مدينة سعيدة وبــــــــشار ويمتاز الجبل بموقعه المميز والاستراتيجي بحيث يمكن منه مراقبة كل الأراضي المحيطة به والى مسافات كبيرة،وقد زاد من أهميته فضلا عن موقعه هو توفره على غطاء طبيعي،بفضل الغابات والأعشاب التي تكثر به في أغلب فصول السنة من أهمها شجرة الكروش والعرعار الخ
وحسب التقسيم الإداري الحالي فالجبل يقع ضمن تراب بلدية العين الصفراء،دائرة العين الصفراء،ولاية النعامة أما خلال الثورة فكان يقع ضمن القسم الرابع من الناحية الثانية المنطقة الثامنة الولاية الخامسة
قوة جيش التحرير الوطني :
تتشكل قوة جيش التحرير الوطني من كتيبتين عدد أفرادها 200مجاهد،واحدة منها تابعة للقسم الرابع و الأخرى تابعة للقسم الثالث (عين الصفراء) و :كلاهما مهيكلة في 3 فرق (فصائل) تتوزع القيادة منها على النحو التالي :
كتيبة القسم الرابع
الشهيد محمد عبد المؤمن قائد الكتيبة -
بورقبة جلول ,المدعو بوسيف قائد فرقة -
قنود العربي , المدعو يحيى قائد فرقة -
سليمان الدين , قائد فرقة -
كتيبة القسم الثالث
الشهيد علاف على قائد الكتيبة -
الشهيد جميلى على قائد فرقة -
ابن جديد دحو قائد فرقة -
مولاي عبد الله قائد فرقة -
تسليح قوة جيش التحرير الوطني
كانت فرق المجاهدين مسلحة تسليحا عاديا , بحيث كان بحوزة كل فرقة قطعة رشاش جماعية من نوع 24/29 , ومن بينهم قطعة من نوع قاربار من صنع أمريكي و الباقي بنادق فردية آلية ونصف آلية بالاضافة الى القنابل اليدوية
قوات العدو :
تدخل هذه الحملة في إطار العمليات الكبرى التي تقوم بها قوات العدو من حين لآخر, لبعض المواقع التي تقع تحت سيطرة جيش التحرير, و بالتالي فان هذه الحملات تشارك فيها وحدات ميدانية من مختلف التشكيلات البرية تدعمها أسراب من الطائرات الحربية من مختلف الأنواع, وكتائب من الدبابات و الآليات و مدافع الميدان الثقيلة, وقد تم تجميع هذه القوات من مختلف المراكز العسكرية بالجهة الغربية الجنوبية للبلاد ويقودها ضباط سامون من مختلف الرتب, بالجيش الفرنسي
الوضع العام بالناحية قبل المعركة :
تجمع شهادات الاخوة المجاهدين الدين التقينا بهم خلال جمع مادة هذا التحقيق على أن الوضع العام بالجهة كان على النحو التالي
من جانب جيش التحرير الوطني :
سجل في الفترة القريبة من وقوع هذه المعركة عدة عمليات لجيش التحرير الوطني تمثلت في
تحطيم الجسور -
تخريب الطرق الفرعية بمختلف أنحاء تراب القسم -
- نصب ألغام معينة على طول خط السكة الحديدية المار بالهضبة الواقعة عند سفح الجبل من الجهة الغربية, و في الإطار قامت قوة لجيش التحرير بقيادة المجاهد قنقود العربي المدعو يحيى , بنصب كمين للعدو, كان يخرج بانتظام من مركزه في مكاليس قريب من جبل عيسى وجرى الاشتباك بين القوتين ليلا وتمكن خلالها المجاهدون من قتل سبعة 7 جنود للعدو و أصابت أربعة جنود آخرين بجروح مختلفة, كما تم تدمير آلية مصفحة من نوع ( أفتراك ) , بواسطة لغم مضاد للآليات وبعد انتهاء العملية انسحب المجاهدون باتجاه عمق جبل عيسى وقد وقعت هذه العملية في النصف الثاني من شهر فبراير سنة 1957
من جانب العدو :
بعد العمليات الموفقة لفرق المجاهدين وتسجيل تواجدهم ميدانيا ضاعف العدو من تحركاته و استطلاعاته بحثا عن هؤلاء المجاهدين و بالتالي لإرهاب السكان العزل, بهدف منعهم من التعاون مع الثورة واحتضانها , وبفضل التجربة و الممارسة , ترسبت لدى قيادة جيش التحرير قناعات, بعزم العدو .على ملاحقة هؤلاء الدين تحدوه, وأصبحوا يفرضون استراتيجيتهم عليه' رغم إمكانياتهم الضعيفة من التاحيتين المادية و البشري ولتدارك الخطر قبل وقوعه, وتماشيا مع تطورات الحرب, أعطيت الأوامر لمصالح الرصد و الاستعلامات بمضاعفة نشاطاتها ورصد كل تحرك للعدو مهما كانت طبيعتهم و بالفعل ففي بداية شهر مارس 1957 تمكن أحد المناضلين يدعى مولاي الجيلالي
و كان يسكن مدينة عين الصفراء, من الحصول على معلومات على غاية من الأهمية, وهي مشاهدة قيم العدو باستعدادات وتحركات غير عادية بالمدينة وكذلك في المراكز المحيطة, وعلى سبيل الاحتياط أرسل فورا رسولا ومعه كل المعلومات التي تجمعت لديه إلى قيادة المجاهدين لوضعها في الصورة وقام المسؤول العسكري للقسم الرابع المجاهد قرناطى جمال المدعو(مقران)
بتحليل المعلومات الواردة ثم أخبر قادت الكتائب و الفرق المتواجدة بجبل عيسى وغيره بما استجد لديه من أحدات و معلومات لأخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تطورات متوقعة،وللوقوف أكثر على الحقيقة،و تكوين صورة أكثر شمولية ووضوحا،أرسلت دورية مكونة من 3مجاهدين هم:
بوسوار معمر -
بن معمر بالقاسم -
سعد(من ناحيـــــة الأغواط)-
في مهمة إخبارية، فتحركت الدورية من الجبل نحو نيلولا للاتصال هناك مع أحد المناضلين والمكلفين بجمع المــعلومات
ورصد كل نشاط مضاد للثورة،ووصلت الدورية ليلا وبعد الاتصال بالشخص المعني أخبرهم بأنه تمكن من الحصول على معلومات هامة سلمها له دركي من أصل جزائري يدعي السايح علي،وهي تحتوي على حوصلة لكل نشاطات العدو واستعداداته،والهدف من هاده الاستعدادات الغير العادية،وتوصل حتى إلى تحديد هدف وجهة هذه الحملة التنشيطية المرتقبة،ثم عادت الدورية على الفور من حيث أتت رسمت القيادة تقريرها المشفوع بما تبين لها أيضا خـلال رحلة الذهاب والإياب وبعد أن اطلع المسؤول العسكري للقسم الرابع المجاهد (مقران) على المعلومات الأخيرة دع لاجتماع قادة القوة وأطلعهم على أخر المعلومات وعلى مجريات الأحداث وما توصل إليه من نتائج بعد دراسة الوضع على ضوء المعلومات الواردة،ووضع تصوره و تحديد خط سير هذه الحملة و أبعادها ثم حذرهم قائلا بأنهم(مقبلون على يوم عصيب)وعليه فإننا ملزمون بوضع خطة تجعلنا قادرين على مواجهة العدو،وتخطي حدود الخطر بأقل خسارة و بتحقيق نصر ميداني على العدو لنسجل به حضورنا القوي وأن نؤكد فيه عزمنا على التصدي له مهما كانت قواته...
التخطيط للعملية:
على ضوء المعلومات المستجدة, والاستعداد لمواجهة الموقف, قام المسؤول العسكري بمعية قادة الكتائب و مساعديهم بوضع خطة تستجيب لمقتضيات الوضع, ونظرا لعدم تبين خط سير قوات العدو بالضبط, اقتضت الضرورة توزيع فرق المجاهدين في النقاط الاستراتيجية في أعماق الجبل, في حين اتخذت القيادة و من معها وهي معززة بالحراسة نقاط تمركزها وسط القوتين حتى يسهل عليها مراقبتها و توجيهها إذا ما دعت الضرورة لذلك
وفي نفس الوقت الذي كانت فيه قيادة القوة تعد خطة المواجهة أمرت دوريات الرصد و الاستطلاع باستكشاف الوضع في الجهات المحيطة, كما تم تحديد كلمة السر, وهي: الشيخ/العرعار, وتبليغها لجميع عناصر القوة, وفي الجزء الأخير
من ليلة 4 مارس تمكنت إحدى دوريات الرصد التي اتجهت لناحية (رصف الكحلة) من مشاهدة قوة كبيرة للعدو على شكل طوابير من الشاحنات و الآليات قادمة من ناحية العين الصفراء باتجاه المشرية, وقامت على الفور بإبلاغ قيادة جيش التحرير بجبل عيسى بالأمر و بدأت ملامح الوضع الجديد تتضح و أعطت القيادة التعليمات النهائية برفع حالة الاستعداد لدرجتها القصوى, و التمركز الجيد عبر نقاط الجبل, وهذا قبل طلوع النهار, وبالفعل ففي الصباح الباكر من يوم 4 مارس ظهرت في سماء المنطقة الطائرات الاستكشافية وقامت بمسح المنطقة نقطة نقطة, وبعد فترة من الوقت حضرت أيضا طائرات الدعم و الاستطلاع من نوع ت,س وعددها أربع طائرات فقامت هي الأخرى بعملية مسح شامل ودقيق لكل أنحاء جبل عيسى و المناطق المجاورة له, وعندها تأكد لجيش التحرير أن القتال مع العدو أمر أكيد و لم يعد تفصله سوى لحظات و بينما هم في حالة الاستعداد والترقب الحذر, اذا بهم يشاهدون بالعين المجردة تقدم العدو و بشكل مكثف من الناحية الغربية ولما وصلت الأرتال الأولى منه لسفح الجبل تباطأت و هدأت من سيرها, وطبقت منذ الآن خطة التحرك في المناطق الخطرة, باعتماد أسلوب التحرك المبعثرة و الانتشار عبر ساحات واسعة لتتمكن من مسح جيد للمنطقة, ورتب المجاهدون أمورهم بدورهم بعدما تبين لهم بدقة الخطة التي يطبقها العدو, وهكذا توالت الأحداث نحو القتال المحتم.
بـدايـة الـقـتـال :
في حدود الساعة الثامنة من يوم 4 مارس 1957 كانت قوات العدو قد وصلت لسفح جبل عيسى, ثم شرعت بعدها في التوغل في عمق الجبل, ولما اقتربت الموجات الأولى منه و أصبحت في مرمى أسلحة المجاهدين, بدأ القتال بين الطرفين وكان ذلك في البداية عند مواقع تمركز جنود كتيبة القسم الرابع, و تطور القتال و اشتد واستغل المجاهدين ظروف الموقع وعنصر المفاجأة وألحقوا خسائر هامة بجنود العدو ثم تطور القتال و انتشر ليشمل باقي مواقع المجاهدين حاول العدو توسيع نطاق عملياته و مضاعفة نيرانه و لكن رغم عنف المعركة وضراوتها فقد صده و منعوه بالقوة من التوغل بالجبل, وظل المجاهدون متشبثين بمواقعهم يدافعون عنها بكل بطولة و بسالة, واستمر الحال على هذه الصورة ساعتين تقريبا.
ولما تأكد لقيادة العدو أن اختراق الجبل ليس بالأمر السهل رغم ضخامة عدده وعدته, وبحكم تجاربه السابقة مع المجاهدين وفي مواقع سابقة فقد أعطت الأمر لقواتها بالتراجع للخلف, و تدخل الطيران الحربي في المعركة و قامت أسراب منه بقنبلة مواقع جيش التحرير بمئات الأطنان من القنابل و الحمم الرهيبة قدر عددها بـ18 طائرة مقاتلة من طراز ب26 و النفاثات,و ت,س وهدا على عدة طلعات متواصلة ثم خفت حدة القصف الجوي عند منتصف النهار, وقبل أن يقوم العدو باستئناف هجومه الثاني عمدت قيادة جيش التحرير إلى خطة بديلة لتواكب سير المعركة و مجرياتها و تكيفها مع ما استجد من تطورات على ساحة المعركة وهدا بإعادة انتشار بعض الفرق في مواقع أخرى لتوسيع نطاق العمليات و تشتيت جهود العدو والإيحاء له بان المجاهدين يسيطرون على كامل أنحاء الجبل , ولكن قبل أن تتمكن الفرق كلها من التمركز الجديد شرع العدو في هجومه الثاني و بدأه بقصف الجبل بواسطة مدفعية الميدان قصفا رهيبا و قامت بهدا القصف بطاريات نقلت للهضبة المواجهة للجبل على الطريق الرابط بين المشرية و عين الصفراء عند العلامة الكيلو مترية 60 كلم (المسافة محسوبة عند مقر ولاية النعامة حاليا) ثم من مركزه في الخنقوات, وبعد فترة من القصف الشديد و الجهنمي, شرعت القوات البرية في زحفها وبأعداد هائلة على عدة محاور وخاصة من الجنوب للشرق فواجه المجاهدون الموقف بكل شجاعة و بطولة نادرتين وتمكنوا من إلحاق خسائر معتبرة في صفوف العدو بين قتيل و جريح, و استطاع العدو بعد أن دفع بوحدات ميدانية جديدة أن يتقدم في عمق الجبل و فرض هدا أيضا على المجاهدين ,تكيف وضعهم مع ما استجد من تطورات لمنع العدو من تحقيق أي انتصار يعيد الثقة لجنوده الدين استولى عليهم الخوف وتمكن منهم الرعب نتيجة للخسائر الكبيرة منوا بها خلال المواجهات التي وقعت في اليوم الأول من المعركة.
وفي هدا الإطار, وتنفيذا لخطة المواجهة الجديدة قامت كتيبة القسم الرابع بترك مواقعها السابقة و التحرك على شكل أفواج نحو موقعة تقع أيضا في عمق الجبل تعرف بقرن عيسى بحيث يسمح لها بمراقبة كل الأراضي الواقعة غرب الجبل, و بالتالي التصدي للقوات القادمة منها, كما قامت كتيبة القسم الثالث في بداية اليوم التالي للمعركة بتغيير مواقعها و التمركز من جديد في مكان يعرف بقرن بن حمى.
أما العدو, فقد استغل الليل ودعم قواته بوحدات إضافية ثم دفع بها في عمق الجبل على غير عادته, وتوصل بعد عناء إلى احتلال مواقع المجاهدين التي كانوا بها خلال اليوم الأول و استأنف القتال منذ صباح اليوم التالي, بوقوع العدو في كمين نصبه جنود القسم الرابع و اشتغلت المنطقة من جديد و استمر القتال بصورة متفاوتة طوال اليوم إلى غاية الليل, لقن المجاهدون العدو درسا قاسيا في فنون الحرب بيد أنه استطاع بعد دعم قواته بوحدات جديدة من تطويق المنطقة و احكام الحصار حولها, الأمر الذي جعل قيادة جيش التحرير تقرر لاعتبارات استراتيجية عدم المغامرة و الاستمرار في المواجهة في ظل ظروف غير مأمونة, فقامت بسحب وحدات من الميدان باستخدام القوة و الانسحاب نحو جبل مرغاد الواقع الى الغرب من ميدان العمليات كما اختفى عدد قليل بالجبل
هدا وكانت نتائج المعركة حسب ما يتذكرها المجاهدون كالتالي :
خسائر العدو :
حسب المعلومات التي تجمعت فيما بعد من مختلف المصادر تفيد بأن العدو قد خسر في هذه الموقعة ما بربو على500عسكري قتيل وعدد أخر من .الجرحى
إسقاط طائرة من نوع ت.س بجبل بوالكرش -
خسائر جيش التحرير الوطني :أستشهد في ساحة الشرف مجاهد واحد من القسم الرابع وهو معروف الطيب،أما القسم الثالث فلم نتمكن من معرفة الشهداء
إصابة 5مجاهدين بجروح مختلفة و الجرحى هم
بورقبة جلول،قائد فرقة
الحبيب مرابط
عبد الحفيظ نوارى
سليمان الدين
دحاوى محمد
وتعود أسباب ضآلة خسارة المجاهدين بالنسبة لحجم المعركة وضراوتها إلى :
الوضع الطبيعي الجيد لتوفره على مواقع طبيعية و اصطناعية كالغابات والصخور والخنادق والمنحدرات الجانبية-
معرفة المجاهدين الجيدة للأرض والمسالك المتعددة-
الانتشار المناسب و التمركز الجيد في مختلف النقاط الإستراتيجية بالناحية-
توفر القيادة على خبرة ميدانية واطلاعها على أساليب وخطط العدو-
الشجاعة وروح التضحية التي تحلى بها أفراد القوة للتأكيد للعدو على أنهم في مستوى التحدي...الخ
مــصادر الــــتحقيق كما وردت في مجلة 1 نوفمبر اللسان المركزي للمنظمة الوطنية للمجاهدين العدد77 السنة 1986
استقينا معلومات هده المعركة من الاخوة المجاهدين الدين حضروا وقائعها وهم على التوالي
1) بورقبة جلول, المدعو بوسيف , من مواليد 15/3/1927, بأولاد النوى بالمشرية مناضل بصفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية بمسقط رأسه وذلك منذ سنة 1948, تطوع بالجيش الفرنسي منذ عام 1945 وألحق بالفيلق 22 مدفعية,وفي عام 1953 نقل للهند الصينية وهو برتبة عريف, حيث شارك في حروبها, وفي عام 1956 عاد لأرض الوطن, وتمركزت وحدته بالقنيطرة بالمغرب الأقصى, وفي نفس السنة فر من صفوف العدو والتحق رفقة مجموعة من المجندين الجزائريين بالثورة وذلك في مارس 1956 بناحية سير الجبال, شارك في عدة معارك بتراب المنطقة الثامنة, وارتقى إلى رتبة مرشح عسكري بجيش التحرير, وبعد الاستقلال خرج من الجيش واتجه للعمل في الإطار المدني وهو الآن أمين قسمة المجاهدين بمدينة المشرية
2) بوسوار معمر المدعو الزعيم, من مواليد 134/1939 ببلدية البيوض دائرة المشرية حاليا, انضم للثورة المسلحة في عام 1956, كجندي و تخصص في الألغام, شارك في معارك عديدة, ثم أسر في 28 أكتوبر 1958 ونقل لسجن حمام بوحجر وبعدما نقل لسجن المهدية (بيردو سابقا) وضل به لغاية 22 جويلية 1962, وارتقى بجيش التحرير إلى رتبة رقيب أول . وبعد الاستقلال خرج من الجيش واتجه للعمل في الإطار المدني بالحزب و الدولة
3) قنقود العربي المدعو يحيى من مواليد 1920 بالنعامة, تطوع بالجيش الفرنسي عام 1953 وذهب ضمن وحدته للهند الصينية وشارك في حروبها وفي عام 1955, عاد لأرض الوطن وانضم للثورة كمناضل في نفس السنة وفي شهر جوان 1956 التحق نهائيا بالثورة المسلحة كجندي وكلف بالتدريب, وقد شارك في معارك عديدة وارتقى الى رتبة مساعد بجيش التحرير, وفي جبل بوداود, وسجن بعدها بسجن سيدي الشحمي (أرزيو) وبعد الاستقلال خرج من . الجيش واتجه للعمل في الإطار المدني لحد الآن
الحبيب مرابط, المدعو, بوزراوطة, من مواليد 18 مارس 1938, ببلدية البيوض, دائرة المشرية, التحق بصفوف الثورة عام 1955, وفي بداية عام 1956 تجند برقة لجيش التحرير الوطني, يقودها المجاهد قرناطى جمال, المدعو مقران و وارتقى إلى رتبة مساعد بجيش التحرير, وبعد الاستقلال واصل . العمل بالجيش الوطني الشعبي وارتقى حتى رتبة ملازم وفي عام 1984 أحيل على التقاعد
وقائع هذه المعركة الكبرى جرت خلال الأسبوع الأول من شهر مارس سنة 1957،بين قوة لجيش التحرير الوطني،تــعدادها كتيبتان ضد العدو نستعرض مختلف مراحلها من خلال هذا التحقيق
الموقع والتاريخ :
شهد جبل عيسى خلال الثورة التحريرية معارك عديدة بين جيش التحرير الوطني وقوات العدو من بينها هذه المعركة التي جرت وقائعها في اليومين الرابع والخامس منت شهر مارس سنة 1957 والجل المذكور هو حلقة في جبال الأطلس الصحراوي،التي يمتد عمقها حتى التراب المغربي يحده من الناحية الجنوبية جبلي بولغفاد وتانوت ومن الناحية الغربية جبل مرغاد وجبل بوالكرش،وهو يشرف من الناحيتين الشمالية و الجنوبية الشرقية على هضبة واسعة الأرجاء تمتد حدودها على امتداد النظر،وتعبر هده الأراضي السهلة طرق رئيسية تربط مابين المدن الواقعة في الجنوب الغربي من الوطن والشمال الغربي منه وأخرى فرعية ومن أهمها خط السكة الحديدية الرابط ما بين مدن شمال غرب الوطن ومدينة بشار،وخط مواز له هو الطريق الرابط ما بين مدينة سعيدة وبــــــــشار ويمتاز الجبل بموقعه المميز والاستراتيجي بحيث يمكن منه مراقبة كل الأراضي المحيطة به والى مسافات كبيرة،وقد زاد من أهميته فضلا عن موقعه هو توفره على غطاء طبيعي،بفضل الغابات والأعشاب التي تكثر به في أغلب فصول السنة من أهمها شجرة الكروش والعرعار الخ
وحسب التقسيم الإداري الحالي فالجبل يقع ضمن تراب بلدية العين الصفراء،دائرة العين الصفراء،ولاية النعامة أما خلال الثورة فكان يقع ضمن القسم الرابع من الناحية الثانية المنطقة الثامنة الولاية الخامسة
قوة جيش التحرير الوطني :
تتشكل قوة جيش التحرير الوطني من كتيبتين عدد أفرادها 200مجاهد،واحدة منها تابعة للقسم الرابع و الأخرى تابعة للقسم الثالث (عين الصفراء) و :كلاهما مهيكلة في 3 فرق (فصائل) تتوزع القيادة منها على النحو التالي :
كتيبة القسم الرابع
الشهيد محمد عبد المؤمن قائد الكتيبة -
بورقبة جلول ,المدعو بوسيف قائد فرقة -
قنود العربي , المدعو يحيى قائد فرقة -
سليمان الدين , قائد فرقة -
كتيبة القسم الثالث
الشهيد علاف على قائد الكتيبة -
الشهيد جميلى على قائد فرقة -
ابن جديد دحو قائد فرقة -
مولاي عبد الله قائد فرقة -
تسليح قوة جيش التحرير الوطني
كانت فرق المجاهدين مسلحة تسليحا عاديا , بحيث كان بحوزة كل فرقة قطعة رشاش جماعية من نوع 24/29 , ومن بينهم قطعة من نوع قاربار من صنع أمريكي و الباقي بنادق فردية آلية ونصف آلية بالاضافة الى القنابل اليدوية
قوات العدو :
تدخل هذه الحملة في إطار العمليات الكبرى التي تقوم بها قوات العدو من حين لآخر, لبعض المواقع التي تقع تحت سيطرة جيش التحرير, و بالتالي فان هذه الحملات تشارك فيها وحدات ميدانية من مختلف التشكيلات البرية تدعمها أسراب من الطائرات الحربية من مختلف الأنواع, وكتائب من الدبابات و الآليات و مدافع الميدان الثقيلة, وقد تم تجميع هذه القوات من مختلف المراكز العسكرية بالجهة الغربية الجنوبية للبلاد ويقودها ضباط سامون من مختلف الرتب, بالجيش الفرنسي
الوضع العام بالناحية قبل المعركة :
تجمع شهادات الاخوة المجاهدين الدين التقينا بهم خلال جمع مادة هذا التحقيق على أن الوضع العام بالجهة كان على النحو التالي
من جانب جيش التحرير الوطني :
سجل في الفترة القريبة من وقوع هذه المعركة عدة عمليات لجيش التحرير الوطني تمثلت في
تحطيم الجسور -
تخريب الطرق الفرعية بمختلف أنحاء تراب القسم -
- نصب ألغام معينة على طول خط السكة الحديدية المار بالهضبة الواقعة عند سفح الجبل من الجهة الغربية, و في الإطار قامت قوة لجيش التحرير بقيادة المجاهد قنقود العربي المدعو يحيى , بنصب كمين للعدو, كان يخرج بانتظام من مركزه في مكاليس قريب من جبل عيسى وجرى الاشتباك بين القوتين ليلا وتمكن خلالها المجاهدون من قتل سبعة 7 جنود للعدو و أصابت أربعة جنود آخرين بجروح مختلفة, كما تم تدمير آلية مصفحة من نوع ( أفتراك ) , بواسطة لغم مضاد للآليات وبعد انتهاء العملية انسحب المجاهدون باتجاه عمق جبل عيسى وقد وقعت هذه العملية في النصف الثاني من شهر فبراير سنة 1957
من جانب العدو :
بعد العمليات الموفقة لفرق المجاهدين وتسجيل تواجدهم ميدانيا ضاعف العدو من تحركاته و استطلاعاته بحثا عن هؤلاء المجاهدين و بالتالي لإرهاب السكان العزل, بهدف منعهم من التعاون مع الثورة واحتضانها , وبفضل التجربة و الممارسة , ترسبت لدى قيادة جيش التحرير قناعات, بعزم العدو .على ملاحقة هؤلاء الدين تحدوه, وأصبحوا يفرضون استراتيجيتهم عليه' رغم إمكانياتهم الضعيفة من التاحيتين المادية و البشري ولتدارك الخطر قبل وقوعه, وتماشيا مع تطورات الحرب, أعطيت الأوامر لمصالح الرصد و الاستعلامات بمضاعفة نشاطاتها ورصد كل تحرك للعدو مهما كانت طبيعتهم و بالفعل ففي بداية شهر مارس 1957 تمكن أحد المناضلين يدعى مولاي الجيلالي
و كان يسكن مدينة عين الصفراء, من الحصول على معلومات على غاية من الأهمية, وهي مشاهدة قيم العدو باستعدادات وتحركات غير عادية بالمدينة وكذلك في المراكز المحيطة, وعلى سبيل الاحتياط أرسل فورا رسولا ومعه كل المعلومات التي تجمعت لديه إلى قيادة المجاهدين لوضعها في الصورة وقام المسؤول العسكري للقسم الرابع المجاهد قرناطى جمال المدعو(مقران)
بتحليل المعلومات الواردة ثم أخبر قادت الكتائب و الفرق المتواجدة بجبل عيسى وغيره بما استجد لديه من أحدات و معلومات لأخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تطورات متوقعة،وللوقوف أكثر على الحقيقة،و تكوين صورة أكثر شمولية ووضوحا،أرسلت دورية مكونة من 3مجاهدين هم:
بوسوار معمر -
بن معمر بالقاسم -
سعد(من ناحيـــــة الأغواط)-
في مهمة إخبارية، فتحركت الدورية من الجبل نحو نيلولا للاتصال هناك مع أحد المناضلين والمكلفين بجمع المــعلومات
ورصد كل نشاط مضاد للثورة،ووصلت الدورية ليلا وبعد الاتصال بالشخص المعني أخبرهم بأنه تمكن من الحصول على معلومات هامة سلمها له دركي من أصل جزائري يدعي السايح علي،وهي تحتوي على حوصلة لكل نشاطات العدو واستعداداته،والهدف من هاده الاستعدادات الغير العادية،وتوصل حتى إلى تحديد هدف وجهة هذه الحملة التنشيطية المرتقبة،ثم عادت الدورية على الفور من حيث أتت رسمت القيادة تقريرها المشفوع بما تبين لها أيضا خـلال رحلة الذهاب والإياب وبعد أن اطلع المسؤول العسكري للقسم الرابع المجاهد (مقران) على المعلومات الأخيرة دع لاجتماع قادة القوة وأطلعهم على أخر المعلومات وعلى مجريات الأحداث وما توصل إليه من نتائج بعد دراسة الوضع على ضوء المعلومات الواردة،ووضع تصوره و تحديد خط سير هذه الحملة و أبعادها ثم حذرهم قائلا بأنهم(مقبلون على يوم عصيب)وعليه فإننا ملزمون بوضع خطة تجعلنا قادرين على مواجهة العدو،وتخطي حدود الخطر بأقل خسارة و بتحقيق نصر ميداني على العدو لنسجل به حضورنا القوي وأن نؤكد فيه عزمنا على التصدي له مهما كانت قواته...
التخطيط للعملية:
على ضوء المعلومات المستجدة, والاستعداد لمواجهة الموقف, قام المسؤول العسكري بمعية قادة الكتائب و مساعديهم بوضع خطة تستجيب لمقتضيات الوضع, ونظرا لعدم تبين خط سير قوات العدو بالضبط, اقتضت الضرورة توزيع فرق المجاهدين في النقاط الاستراتيجية في أعماق الجبل, في حين اتخذت القيادة و من معها وهي معززة بالحراسة نقاط تمركزها وسط القوتين حتى يسهل عليها مراقبتها و توجيهها إذا ما دعت الضرورة لذلك
وفي نفس الوقت الذي كانت فيه قيادة القوة تعد خطة المواجهة أمرت دوريات الرصد و الاستطلاع باستكشاف الوضع في الجهات المحيطة, كما تم تحديد كلمة السر, وهي: الشيخ/العرعار, وتبليغها لجميع عناصر القوة, وفي الجزء الأخير
من ليلة 4 مارس تمكنت إحدى دوريات الرصد التي اتجهت لناحية (رصف الكحلة) من مشاهدة قوة كبيرة للعدو على شكل طوابير من الشاحنات و الآليات قادمة من ناحية العين الصفراء باتجاه المشرية, وقامت على الفور بإبلاغ قيادة جيش التحرير بجبل عيسى بالأمر و بدأت ملامح الوضع الجديد تتضح و أعطت القيادة التعليمات النهائية برفع حالة الاستعداد لدرجتها القصوى, و التمركز الجيد عبر نقاط الجبل, وهذا قبل طلوع النهار, وبالفعل ففي الصباح الباكر من يوم 4 مارس ظهرت في سماء المنطقة الطائرات الاستكشافية وقامت بمسح المنطقة نقطة نقطة, وبعد فترة من الوقت حضرت أيضا طائرات الدعم و الاستطلاع من نوع ت,س وعددها أربع طائرات فقامت هي الأخرى بعملية مسح شامل ودقيق لكل أنحاء جبل عيسى و المناطق المجاورة له, وعندها تأكد لجيش التحرير أن القتال مع العدو أمر أكيد و لم يعد تفصله سوى لحظات و بينما هم في حالة الاستعداد والترقب الحذر, اذا بهم يشاهدون بالعين المجردة تقدم العدو و بشكل مكثف من الناحية الغربية ولما وصلت الأرتال الأولى منه لسفح الجبل تباطأت و هدأت من سيرها, وطبقت منذ الآن خطة التحرك في المناطق الخطرة, باعتماد أسلوب التحرك المبعثرة و الانتشار عبر ساحات واسعة لتتمكن من مسح جيد للمنطقة, ورتب المجاهدون أمورهم بدورهم بعدما تبين لهم بدقة الخطة التي يطبقها العدو, وهكذا توالت الأحداث نحو القتال المحتم.
بـدايـة الـقـتـال :
في حدود الساعة الثامنة من يوم 4 مارس 1957 كانت قوات العدو قد وصلت لسفح جبل عيسى, ثم شرعت بعدها في التوغل في عمق الجبل, ولما اقتربت الموجات الأولى منه و أصبحت في مرمى أسلحة المجاهدين, بدأ القتال بين الطرفين وكان ذلك في البداية عند مواقع تمركز جنود كتيبة القسم الرابع, و تطور القتال و اشتد واستغل المجاهدين ظروف الموقع وعنصر المفاجأة وألحقوا خسائر هامة بجنود العدو ثم تطور القتال و انتشر ليشمل باقي مواقع المجاهدين حاول العدو توسيع نطاق عملياته و مضاعفة نيرانه و لكن رغم عنف المعركة وضراوتها فقد صده و منعوه بالقوة من التوغل بالجبل, وظل المجاهدون متشبثين بمواقعهم يدافعون عنها بكل بطولة و بسالة, واستمر الحال على هذه الصورة ساعتين تقريبا.
ولما تأكد لقيادة العدو أن اختراق الجبل ليس بالأمر السهل رغم ضخامة عدده وعدته, وبحكم تجاربه السابقة مع المجاهدين وفي مواقع سابقة فقد أعطت الأمر لقواتها بالتراجع للخلف, و تدخل الطيران الحربي في المعركة و قامت أسراب منه بقنبلة مواقع جيش التحرير بمئات الأطنان من القنابل و الحمم الرهيبة قدر عددها بـ18 طائرة مقاتلة من طراز ب26 و النفاثات,و ت,س وهدا على عدة طلعات متواصلة ثم خفت حدة القصف الجوي عند منتصف النهار, وقبل أن يقوم العدو باستئناف هجومه الثاني عمدت قيادة جيش التحرير إلى خطة بديلة لتواكب سير المعركة و مجرياتها و تكيفها مع ما استجد من تطورات على ساحة المعركة وهدا بإعادة انتشار بعض الفرق في مواقع أخرى لتوسيع نطاق العمليات و تشتيت جهود العدو والإيحاء له بان المجاهدين يسيطرون على كامل أنحاء الجبل , ولكن قبل أن تتمكن الفرق كلها من التمركز الجديد شرع العدو في هجومه الثاني و بدأه بقصف الجبل بواسطة مدفعية الميدان قصفا رهيبا و قامت بهدا القصف بطاريات نقلت للهضبة المواجهة للجبل على الطريق الرابط بين المشرية و عين الصفراء عند العلامة الكيلو مترية 60 كلم (المسافة محسوبة عند مقر ولاية النعامة حاليا) ثم من مركزه في الخنقوات, وبعد فترة من القصف الشديد و الجهنمي, شرعت القوات البرية في زحفها وبأعداد هائلة على عدة محاور وخاصة من الجنوب للشرق فواجه المجاهدون الموقف بكل شجاعة و بطولة نادرتين وتمكنوا من إلحاق خسائر معتبرة في صفوف العدو بين قتيل و جريح, و استطاع العدو بعد أن دفع بوحدات ميدانية جديدة أن يتقدم في عمق الجبل و فرض هدا أيضا على المجاهدين ,تكيف وضعهم مع ما استجد من تطورات لمنع العدو من تحقيق أي انتصار يعيد الثقة لجنوده الدين استولى عليهم الخوف وتمكن منهم الرعب نتيجة للخسائر الكبيرة منوا بها خلال المواجهات التي وقعت في اليوم الأول من المعركة.
وفي هدا الإطار, وتنفيذا لخطة المواجهة الجديدة قامت كتيبة القسم الرابع بترك مواقعها السابقة و التحرك على شكل أفواج نحو موقعة تقع أيضا في عمق الجبل تعرف بقرن عيسى بحيث يسمح لها بمراقبة كل الأراضي الواقعة غرب الجبل, و بالتالي التصدي للقوات القادمة منها, كما قامت كتيبة القسم الثالث في بداية اليوم التالي للمعركة بتغيير مواقعها و التمركز من جديد في مكان يعرف بقرن بن حمى.
أما العدو, فقد استغل الليل ودعم قواته بوحدات إضافية ثم دفع بها في عمق الجبل على غير عادته, وتوصل بعد عناء إلى احتلال مواقع المجاهدين التي كانوا بها خلال اليوم الأول و استأنف القتال منذ صباح اليوم التالي, بوقوع العدو في كمين نصبه جنود القسم الرابع و اشتغلت المنطقة من جديد و استمر القتال بصورة متفاوتة طوال اليوم إلى غاية الليل, لقن المجاهدون العدو درسا قاسيا في فنون الحرب بيد أنه استطاع بعد دعم قواته بوحدات جديدة من تطويق المنطقة و احكام الحصار حولها, الأمر الذي جعل قيادة جيش التحرير تقرر لاعتبارات استراتيجية عدم المغامرة و الاستمرار في المواجهة في ظل ظروف غير مأمونة, فقامت بسحب وحدات من الميدان باستخدام القوة و الانسحاب نحو جبل مرغاد الواقع الى الغرب من ميدان العمليات كما اختفى عدد قليل بالجبل
هدا وكانت نتائج المعركة حسب ما يتذكرها المجاهدون كالتالي :
خسائر العدو :
حسب المعلومات التي تجمعت فيما بعد من مختلف المصادر تفيد بأن العدو قد خسر في هذه الموقعة ما بربو على500عسكري قتيل وعدد أخر من .الجرحى
إسقاط طائرة من نوع ت.س بجبل بوالكرش -
خسائر جيش التحرير الوطني :أستشهد في ساحة الشرف مجاهد واحد من القسم الرابع وهو معروف الطيب،أما القسم الثالث فلم نتمكن من معرفة الشهداء
إصابة 5مجاهدين بجروح مختلفة و الجرحى هم
بورقبة جلول،قائد فرقة
الحبيب مرابط
عبد الحفيظ نوارى
سليمان الدين
دحاوى محمد
وتعود أسباب ضآلة خسارة المجاهدين بالنسبة لحجم المعركة وضراوتها إلى :
الوضع الطبيعي الجيد لتوفره على مواقع طبيعية و اصطناعية كالغابات والصخور والخنادق والمنحدرات الجانبية-
معرفة المجاهدين الجيدة للأرض والمسالك المتعددة-
الانتشار المناسب و التمركز الجيد في مختلف النقاط الإستراتيجية بالناحية-
توفر القيادة على خبرة ميدانية واطلاعها على أساليب وخطط العدو-
الشجاعة وروح التضحية التي تحلى بها أفراد القوة للتأكيد للعدو على أنهم في مستوى التحدي...الخ
مــصادر الــــتحقيق كما وردت في مجلة 1 نوفمبر اللسان المركزي للمنظمة الوطنية للمجاهدين العدد77 السنة 1986
استقينا معلومات هده المعركة من الاخوة المجاهدين الدين حضروا وقائعها وهم على التوالي
1) بورقبة جلول, المدعو بوسيف , من مواليد 15/3/1927, بأولاد النوى بالمشرية مناضل بصفوف حركة الانتصار للحريات الديمقراطية بمسقط رأسه وذلك منذ سنة 1948, تطوع بالجيش الفرنسي منذ عام 1945 وألحق بالفيلق 22 مدفعية,وفي عام 1953 نقل للهند الصينية وهو برتبة عريف, حيث شارك في حروبها, وفي عام 1956 عاد لأرض الوطن, وتمركزت وحدته بالقنيطرة بالمغرب الأقصى, وفي نفس السنة فر من صفوف العدو والتحق رفقة مجموعة من المجندين الجزائريين بالثورة وذلك في مارس 1956 بناحية سير الجبال, شارك في عدة معارك بتراب المنطقة الثامنة, وارتقى إلى رتبة مرشح عسكري بجيش التحرير, وبعد الاستقلال خرج من الجيش واتجه للعمل في الإطار المدني وهو الآن أمين قسمة المجاهدين بمدينة المشرية
2) بوسوار معمر المدعو الزعيم, من مواليد 134/1939 ببلدية البيوض دائرة المشرية حاليا, انضم للثورة المسلحة في عام 1956, كجندي و تخصص في الألغام, شارك في معارك عديدة, ثم أسر في 28 أكتوبر 1958 ونقل لسجن حمام بوحجر وبعدما نقل لسجن المهدية (بيردو سابقا) وضل به لغاية 22 جويلية 1962, وارتقى بجيش التحرير إلى رتبة رقيب أول . وبعد الاستقلال خرج من الجيش واتجه للعمل في الإطار المدني بالحزب و الدولة
3) قنقود العربي المدعو يحيى من مواليد 1920 بالنعامة, تطوع بالجيش الفرنسي عام 1953 وذهب ضمن وحدته للهند الصينية وشارك في حروبها وفي عام 1955, عاد لأرض الوطن وانضم للثورة كمناضل في نفس السنة وفي شهر جوان 1956 التحق نهائيا بالثورة المسلحة كجندي وكلف بالتدريب, وقد شارك في معارك عديدة وارتقى الى رتبة مساعد بجيش التحرير, وفي جبل بوداود, وسجن بعدها بسجن سيدي الشحمي (أرزيو) وبعد الاستقلال خرج من . الجيش واتجه للعمل في الإطار المدني لحد الآن
الحبيب مرابط, المدعو, بوزراوطة, من مواليد 18 مارس 1938, ببلدية البيوض, دائرة المشرية, التحق بصفوف الثورة عام 1955, وفي بداية عام 1956 تجند برقة لجيش التحرير الوطني, يقودها المجاهد قرناطى جمال, المدعو مقران و وارتقى إلى رتبة مساعد بجيش التحرير, وبعد الاستقلال واصل . العمل بالجيش الوطني الشعبي وارتقى حتى رتبة ملازم وفي عام 1984 أحيل على التقاعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق