.
حاربتكم لأكثر من قرن وتركت من يحاربكم لما يزيد عن 40 سنة بعد استقلالكم هي العبارة التي سمعها أهالي عين الصفراء أيام الاستقلال هكذا يتحدث الحاج لعموري عن ما يسميهم بأحفاد فرنسا، ما يقصده ليسوا بعملاء ولا بشر أحجامها لا تتجاوز فنجان قهوة أو شاي مزروعة بالملايين في أرض الجزائر على الخط المشئوم من مدينة الغزوات بولاية تلمسان إلى بشار جنوبا على طول 750 كلم وبعرض 60 م، سمي باسم أوندري موريس وزير الدفاع الفرنسي في الحقبة الاستعمارية الذي عرض المشروع على البرلمان الفرنسي وصودق عليه بهدف بناء الخط المكهرب الذي لعزل الثورة عن تونس شرقا وعن المغرب غربا. رحلت فرنسا وتركت الإجرام وراءها ألغام أرضية باختلاف أنواعها فردية، جماعية، ومضادة للمركبات، من يطأ أصغر واحدة منها تكفي لبتر رجليه أو يديه أو الوفاة أشلاءا متناثرة فضحاياها كثيرون، هناك من قضى نحبه بعد الاستقلال وهناك من بترت أطرافه وهو في صمت لا زال ينتظر، هذه هي حكاية الجزائريين الذين عاقبتهم فرنسا ولو بعد رحيلها، الضحايا كثر اختلفت أعمارهم وأجناسهم رجال، نساء، أطفال، ولم يسلم حتى البقر، الأغنام، الخيل والجمل من مدينة تلمسان، العريشة، مكمن بن عمار، مشرية، النعامة وعين الصفراء ولا تزال ملايين الألغام الأرضية حية في أرض الجزائر رغم جهود الجيش الوطني للتخلص منها.
مع ضحايا ألغام خط موريس :
تنقلت الشروق اليومي في رحلة صعبة وخطيرة من أجل معرفة مصير ضحايا الألغام الاستعمارية وحياة سكان المدن المحاذية لهذا الخط مع الألغام، فبعد التنقل المستمر من مدينة مشرية، النعامة وعين الصفراء وكل القرى المحاذية لها المهم أن تكون المنطقة قريبة جدا من الخط المكهرب ليستقر بنا الأمر في مدينة عين الصفراء جنوبا 70 كلم عن ولاية النعامة كل أهالي تلك المناطق يؤكدون ان أكثر المتضررين من بدو الرحل ورعاة الغنم يتواجدون بعين الصفراء فشددنا الرحال نحو تلك المنطقة بعد ساعات من طول السفر أول ما صادفنا صبيحة ذلك اليوم هو جمع من شيوخ المنطقة استغلوا موعد الفجر للتمتع بنسمة الهواء وكلهم يعرفون الضحايا بأسمائهم وأحداث وقصص هلاكهم أو إصاباتهم، نصحونا بالتوجه إلى بيت الحاج لعموري لأنه الأقدر على الخوض في هذه المسألة بكل شجاعة ودون خوف وما يميزه عن باقي المعطوبين هو أنه مبتور الرجلين دخلنا بيت الضحية في جو حميمي استقبلنا به الرجل طالبا إحضار الشاي قبل الجلوس، وما يلفت انتباه زائريه هو أن الرجل يقبع في مكان وأرجله الاصطناعية هناك بالمقابل تلبس السروال والحذاء وهو يكتفي بالعمامة والعباءة مزيج بين الآدمية والاصطناعية المهم كما قال الضحية أنني أستطيع الحراك و رؤية الأصدقاء والأحباب فيعود تاريخ إصابته إلى سنة 1958 أيامها لم يتجاوز عمره 13 سنة قال كنت أرعى ماشية أبي في الحقل للألغام بترخيص من المستعمر الفرنسي لأنهم كانوا يعدوننا كلنا فلاقة ونستحق الموت دون أي شفقة ولا رحمة ولا أي مراعاة للسن فقد كانت خطوة خاطئة واحدة كافية لتغيير حياته من رجل كامل إلى نصف إنسان بقية العمر و70 كلم بعاصمة الولاية النعامة هناك قصة البشير محمد تشبه إلى حد قريب قصة سابقه سوى أن عمي البشير كان في صفوف جيش التحرير الوطني منذ سنة 1958 كان مسبل مختص في اختراق خط موريس وانتزاع الألغام الأرضية لتأمين حركة المجاهدين عبر الحدود لكن القضاء والقدر في يوم من الأيام كان مؤكدا في حق هذا الشاب البالغ من العمر 18 سنة في 1960 إذ فقد يومها أطرافه العلوية وبصره زرناه هو الآخر بالنعامة وكان من السهل جدا التعرف على بيته يكفي أن تقول الرجل الأعمى مبتور الذراعين وفي كل بقعة على طول الخط المشئوم سمعنا قصص أخرى عن حياة البشر مع ألغام المستعمر أطفال في المنطقة الفولانية كانوا يلعبون بلغم أرضي وجدوه البعض توفي والبعض بترت أطرافه، راعي غنم دخل حقل الألغام خطئا فقضي عليه هو وماشيته، امرأة وابنيها الصغيرين من البدو والرحل فقدت رجلها وفقد أحد أبناءها ذراعه والآخر أصيب في العين فكلها قصص مؤثرة تحكي عن بشاعة فرنسيا التي تدعي الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فالقائمة طويلة والأسماء كثيرة سيفي الحاج، مشراوي عبد القادر، بوسماحة سليمان، بودواية لحبيب، لعريبي الشيخ..الخ . عينة قليلة جدا من ضحايا الألغام الأرضية الاستعمارية بعد الاستقلال ولا تزال القائمة طويلة وعريضة للمعطوبين الجدد سواء في المستقبل القريب أو البعيد.
الحاج لعمري للشروق اليومي
رفضت المساومة ولن أتخلى عن الهوية الجزائرية
ذكر الحاج لعمري أحد ضحايا خط موريس المشئوم أن الفرنسيون ساوموه بان يتخلى عن هويته الجزائرية ويتجنس بالجنسية الفرنسية كي يعوض فقد كشف هذا الأخير أن مراسلته للسلطات الفرنسية من أجل حق التعويض كانت إجابتها بعذر أقبح من ذنب فقد وصله عبر البريد في سنة 1969 رسالة من السلطات الفرنسية ادعت فيها فرنسا أنها عوضت الجزائر في أكتوبر سنة 1968 حيث خصصت تعويضا هام جدا لضحايا ألغامها التي تركتها في الجزائر وبهذا الأمر يكون الدين قد قضي بين الحكومة الجزائرية والفرنسية ويضيف نفس المتحدث أن الإرسالية عرضا الذي سماه هو إهانة لكل جزائريين بعدما وعدته السلطات الفرنسية بتعويضات ووعود جد مغرية إن تجنس بالجنسية الفرنسية ويضيف أيضا أن هذا العرض فقد عرض على زملائه المعطوبين بولاية تلمسان وبكل حرقة وطنية " لن أتجنس من أجل لقمة العيش فرزقي عند الله عز وجل وهذا ما دفعني لإحراق كل الوثائق التي وصلتني والصادرة عن السلطات الفرنسية فموقف موقف أي معطوب جزائري لن نقبل فم من عضنا ونرفض حتى اللحد المساومة من أجل الهوية الجزائرية ".
على الأقدام لمدة ساعة وسط حقل الألغام
كانت المهمة خطيرة جدا فقد جازفنا حق المجازفة من اجل تسليط الضوء على ما تركته فرنسا في أرض الجزائر المستقلة فالكل نصحنا بعدم الذهاب، من المحتمل جدا أن نصبح نحن الضحية ورغم كل المحاولات مع السلطات الرسمية لولاية النعامة فقد منعنا من أن نتوغل في حقل الألغام خوفا على أرواحنا وبعد يومين من التردد كان الفضول و الأمانة الإعلامية فوق كل الاعتبارات ومن هذا المنطلق فقد سعينا جادين لمدة يومين في العثور على أحد العارفين بحقول الألغام الذي كنا نتوقع أنه طاعن في السن لكن ظهر أنه الشاب عبد الكريم الذي لم يتجاوز عمره 25 سنة كما قال فإن هوايتي منذ الصغر هي اختراق حقل الألغام وتفكيك أي لغم يقع بصري عليه فقد تعودت على هذا الأمر منذ الصغر ويضيف قائلا أن عدد كبير من أبناء منطقة النعامة وما جاورها يهوون ما أهوى وبعد إلحاح الشروق على دخول حقل ألغام انطلقت رحلتنا مع الدليل إلى نقطة تبعد عن عاصمة ولاية النعامة بحوالي 7 كلم فقط أول نصيحة قدمها لنا الشاب الشجاع هو أن نمشي على خطاه وسط حقل الألغام وفعلا كان ذلك فقد سرنا مسافة 6 كلم مشيا على الأقدام وسط حقل للألغام لمدة ساعة كاملة انقطعت فيها الأنفاس خصوصا بعدما أخذ عبد الكريم يحكي عن أماكن إصابات بعض مخترقي هذا المكان هنا وهناك وأثناء ذلك نعاين لغما فرديا هنا الذي قال عنه أنه بإمكانه بتر الأطراف السفلية لأي شخص يدوسها ثم لغم آخر من الحجم الكبير مضاد للجماعات فصلت الأسلاك المرتبطة برأسه لكنه لا يزال حيا كما قال هذا الأخير ضربة قوية على رأسه ينفجر وبإمكانه أن يقتل قطيع من الغنم أو جماعة من المشاة فإن هذا الشاب قد أبهرنا بالطريقة التي يكتشف بها اللغم ويستخرجه كما استعرض أمامنا عملية تفكيك لغم فردي حي وخلال طول هذه الرحلة الجهنمية لفت انتباهنا حجارة متجمعة على شكل دائري وسط الحقل قال عبد الكريم أنها الألغام المضادة للمركبات والجماعات التي يصعب استخراجها سيكتفي مكتشفها بتعليمها بواسطة الحجارة خوفا أن يدوسها أي شخص وهذا الأمر متعارف عليه على طول التجمعات السكانية المحاذية لخط موريس، فقد كانت هذه الرحلة وسط حقل الألغام بالنسبة لعبد الكريم جولة أو نزهة للترفيه عن النفس لكن بالنسبة للشروق فقد كانت ساعة واحدة بمثابة سنة لأن أي خطوة واحدة يمكن أن تغير حياتنا من شخص عادي إلى ضحية مبتور أحد الأطراف أو نعود في صندوق أشلاء ندفن في مسقط رأسنا.
90% من المعطوبين هم مهربين وجنين الأكثر تضررا
كشف مصدر مسؤول من مستشفى عين الصفراء أن 90% من معطوبي الألغام الأرضية بعد الاستقلال هم من المهربين الذين ينشطون على الحدود الجزائرية المغربية والبدو الرحل أما النسبة المتبقية تتعلق برعاة الغنم وصيادي الغزال و الترفاس كما يفيد ذات المصدر أنه يصل الاستعجالات الطبية في السنوات الأخيرة مصاب واحد كل سنة إن لم تكن حالة وفاة وآخرها في فبراير العام الفارط عندما انفجر لغم أرضي وسط الصحراء على صبيين كانا يرعان الماشية أين فقد أحدهما بصره أما الآخر فقد توفي في عين المكان، وفي السياق ذاته فقد وصل عدد المصابين في سنوات السبعينات إلى 100 حالة كل سنة لكن بعد تدخل أفراد الجيش وبالأخص فرقة الهندسة المختصة في نزع الألغام على طول خط موريس فقد تراجع العدد كثيرا وتفيد مصادر أخرى أن الإصابات تكثر بالمناطق الحدودية وبالأخص بمنطقة جنين بورزق القريبة من مدينة بني ونيف ببشار وكل ما جاورها من مناطق درمل، حجرة المقل، العقلة، جبل مزي…الخ بالإضافة إلى بعض المناطق القريبة إلى منطقة تيوت 17 كلم عن دائرة عين الصفراء وكدا منطقة صفيصفة التي تبعد بحوالي 30 كلم عن هذه الأخيرة وبالفعل فقد كان عدد المعطوبين واضحا جدا حيث يمكنك ملاحظة الكثير من مبتوري الأطراف في كل المناطق المذكورة التي زارتها الشروق منطقة بمنطقة.
الأسلاك المكهربة تباع في الشمال والأمطار تجرف الألغام
استاء العديد من الأهالي المحاذين لمناطق تواجد خط موريس من تصرفات تجار الأسلاك الكهربائية والشائكة التي كانت تمثل حدود خط موريس فقد ارتفعت عدد الإصابات على حد قول سكان المنطقة بعدما أخذ المهربون ينتزعون الأسلاك الشائكة ويوجهونها إلى باقي ولايات التراب الوطني بمبلغ 700 دج للمتر المربع و70 دج للمتر الواحد في شكل لفافات كي تباع لأصحاب المزارع الفلاحية، هذا الأمر قد أحدث خللا كبيرا خصوصا بعدما أخذت ملامح الخط تمحى من على الوجود لكن الألغام لا تزال باقية هذا الأمر أخذ يغلط كل من يقترب من حقل الألغام إذ لا يمكنه تحديد تواجد أماكنها حيث ساهمت العوامل الطبيعية وتغيرها في هذا الأمر إذ يذكر أحد المولين بالمنطقة أنه هناك بعض الأماكن التي تعج بالألغام دفنتها الرمال المتحركة و أشغال بناء السكة الحديدية الجديدة الرابطة بين مشرية وعين الصفراء أخذت تكشف عن هذه المناطق حيث يضيف هذا الأخير أنه تقريبا كل يوم يتم اكتشاف 4 ألغام على الأقل أثناء أشغال الحفر رغم الجهود الجبارة التي يقوم بهار فرقة الهندسة المختصة في نزع الألغام للجيش الوطني قبل تقدم بناء خط السكة الحديدية وللأمطار الموسمية دور كبير في تنقل الألغام من أماكنه إلى أماكن أخرى حيث تتسبب السيول الجارفة وسط الصحراء بجلب الألغام التي تجرفها معها على طول الوديان باتجاه التجمعات السكانية وهذا ما يرفع كذلك نسبة الإصابة.ومن خلال الرحلة الطويلة على طول خط موريس لمدة يومين ظهر جليا أن عملية لهب الأسلاك الشائكة قد مست طول الخط إذ من الصعب جدا تمييز مسار الخط أو تواجده اللهم بعض المعالم من بقايا الأسلاك الشائكة والقضبان الحديدية التي يصعب انتزاعها من أماكنها.كم تتحدث الشائعات عن أفراد مجهولوا الهوية يتاجرون في المتفجرات بعد التنقيب عن الألغام الأرضية و تفكيكها
مشاريع سكنية واستصلاح الأراضي في حقول الألغام
لقد شرع سكان المناطق الصحراوية في تحد وجيه لخط موريس بحكم التعايش الطويل الذي تجاوز 50 سنة مع الألغام الأرضية باختلاف أنواعها وأشكالها إذ أخذ فلاحوا المنطقة باستصلاح حقول الألغام بعدما ينتزعونها بعناية ودقة شديدة كي تتحول من ملك وقفي إلى قطعة أرض فلاحية جزائرية تزرع فيها الحياة والخضرة من أشجار وحبوب بدل الألغام لكن رغم ذلك وللأسف الشديد فقد تعرض في العديد من المرات الفلاحون إلى إصابات خطيرة أودت بحياة البعض وأعاقت الآخر، وفي نفس سياق هذا التحدي تحولت قطع أراضي بمئات الهكتارات بمنطقة عين الصفراء إلى مشاريع بناءات سكنية فوق حقول الألغام بعد انتزاعها من طرف أفراد الجيش الشعبي الوطني لكن رأي الحاج لعموري المصاب بمنطقة عين الصفراء كان مغايرا لآراء الآخرين حيث قال انه من غير الممكن أن تعطي البلدية قطعة أرض في حقل للألغام وذكر على سبيل المثال مسكن أحد معرفه الذي كان أمام باب مسكنه لغم مضاد للجماعات وتعذر عليه انتزاعه، كما تنقلت الشروق مع هذا الشخص إلى منطقة عين الصفراء الثالثة لتجد مشاريع سكنات تساهمية واجتماعية تبنى فوق خط موريس والعمال غير مبالين جادين في أعمال الحفر غير مبالين بالألغام تماما.
فرنسا زرعت ملايين الألغام لمعاقبة الشعب الجزائري :
تفيد بعض المصادر المؤكدة أن خط موريس المكهرب قد زرعت به ملايين الألغام باختلاف قوتها وأنواعها كما تعدت خطورة أفعالها إلى زرع الألغام في أماكن بعيدة عن خط موريس لم يتم تحديدها لحد الآن تظهر فقط عند إصابة المواطنين أو تنفجر تلقائيا بفعل ارتفاع درجة الحرارة للتي تساعد في ذلك بعد تعري التربة عنها وتعرضها مباشرة إلى أشعة الشمس الحرقة ورغم مرور 50 سنة من زرع هذه الحقول القاتلة وجهود سكان المنطقة في تفكيك ونزع كل ما وقعت عليه أبصارهم من ألغام مع الدور الكبير جدا الذي يقوم به يوميا عناصر فرقة الهندسة للناحية العسكرية الثانية في تفكيك وانتزاع آلاف الألغام بصحراء المنطقة لا تزال هناك الآلاف إن لم نقل الملايين من الألغام الحية تنتظر ضحاياها الذين لا تفارق بينهم لا بالسن ولا الجنس ولا حتى إن كان بشرا أو حيوان فرغم العدد الكبير جدا من ضحايا مخلفات الاستعمار الفرنسي لا تمسكت فرنسا الاستعمارية بائخفاء الخرائط التي تحدد بالضبط تواجد زراع الألغام في التراب الجزائري لما يقارب النصف قرن من الزمن كما تتمسك بمعاقبة هذا الشعب الذي أخذ استقلاله بيده كتمسكها بعدم الاعتراف لما خلفته من مآسي وضحايا طوال مدتها الاستعمارية بالجزائر وبعدها.
معطوبي الألغام الاستعمارية للشروق
نحن على الهامش ومحسوبين على المجاهدين
لقد استنكر كل المعطوبين الذين أصيبوا بعد الاستقلال من موقف السلطات المعنية الذين قالوا على حد قولهم أنهم على الهامش ومحسوبين على وزارة المجاهدين فقد جاء على لسان أحد المعطوبين أنه من غير العدل التفرقة بين ضحايا الاستعمار سواء قبل الاستقلال أو بعده إذ أشار أنه من غير المنطقي أن نتقاضى 7 آلاف دج للمعطوب بنسبة 100% أي القعيد مبتور الرجلين أو اليدين فيم يتقاضى المجاهدون 3 ملايين سنتيم وتصل المنح إلى 14 مليون فمن الغير المعقول أن نكون منتمين إلى وزارة المجاهدين ونتقاضى منحا جد هزيلة من وزارة التضامن لا تمكن أي واحد منا العيش الكريم بل ذهب العديد من الضحايا إلى التسول في العديد من الحالات ويؤكد هذا الأمر لعموري أحمد بقوله " أين الديموقراطية فيما يحصل لنا " حيث يضيف أنه خير بأن يدعي أنه قد كان مجاهدا وأصيب لكنه رفض هذا الأمر وتمسك بالسيناريو الحقيقي أنه أصيب صغيرا حين كان يرعى الغنم فقد ذكر أن حقوقهم مهضومة وهم محسوبون على المجاهدين لكنهم ليس لهم لا حقوقهم ولا امتيازاتهم فرغم كل المراسلات من اجل تحسين مستواهم المعيشي في جزائر العزة والكرامة منذ عهد الرئيس أحمد بن بلة إلى يومنا لم تعرف حالتهم الفرج.
سعيد كسال عن جريدة الشروق اليومي
مع ضحايا ألغام خط موريس :
تنقلت الشروق اليومي في رحلة صعبة وخطيرة من أجل معرفة مصير ضحايا الألغام الاستعمارية وحياة سكان المدن المحاذية لهذا الخط مع الألغام، فبعد التنقل المستمر من مدينة مشرية، النعامة وعين الصفراء وكل القرى المحاذية لها المهم أن تكون المنطقة قريبة جدا من الخط المكهرب ليستقر بنا الأمر في مدينة عين الصفراء جنوبا 70 كلم عن ولاية النعامة كل أهالي تلك المناطق يؤكدون ان أكثر المتضررين من بدو الرحل ورعاة الغنم يتواجدون بعين الصفراء فشددنا الرحال نحو تلك المنطقة بعد ساعات من طول السفر أول ما صادفنا صبيحة ذلك اليوم هو جمع من شيوخ المنطقة استغلوا موعد الفجر للتمتع بنسمة الهواء وكلهم يعرفون الضحايا بأسمائهم وأحداث وقصص هلاكهم أو إصاباتهم، نصحونا بالتوجه إلى بيت الحاج لعموري لأنه الأقدر على الخوض في هذه المسألة بكل شجاعة ودون خوف وما يميزه عن باقي المعطوبين هو أنه مبتور الرجلين دخلنا بيت الضحية في جو حميمي استقبلنا به الرجل طالبا إحضار الشاي قبل الجلوس، وما يلفت انتباه زائريه هو أن الرجل يقبع في مكان وأرجله الاصطناعية هناك بالمقابل تلبس السروال والحذاء وهو يكتفي بالعمامة والعباءة مزيج بين الآدمية والاصطناعية المهم كما قال الضحية أنني أستطيع الحراك و رؤية الأصدقاء والأحباب فيعود تاريخ إصابته إلى سنة 1958 أيامها لم يتجاوز عمره 13 سنة قال كنت أرعى ماشية أبي في الحقل للألغام بترخيص من المستعمر الفرنسي لأنهم كانوا يعدوننا كلنا فلاقة ونستحق الموت دون أي شفقة ولا رحمة ولا أي مراعاة للسن فقد كانت خطوة خاطئة واحدة كافية لتغيير حياته من رجل كامل إلى نصف إنسان بقية العمر و70 كلم بعاصمة الولاية النعامة هناك قصة البشير محمد تشبه إلى حد قريب قصة سابقه سوى أن عمي البشير كان في صفوف جيش التحرير الوطني منذ سنة 1958 كان مسبل مختص في اختراق خط موريس وانتزاع الألغام الأرضية لتأمين حركة المجاهدين عبر الحدود لكن القضاء والقدر في يوم من الأيام كان مؤكدا في حق هذا الشاب البالغ من العمر 18 سنة في 1960 إذ فقد يومها أطرافه العلوية وبصره زرناه هو الآخر بالنعامة وكان من السهل جدا التعرف على بيته يكفي أن تقول الرجل الأعمى مبتور الذراعين وفي كل بقعة على طول الخط المشئوم سمعنا قصص أخرى عن حياة البشر مع ألغام المستعمر أطفال في المنطقة الفولانية كانوا يلعبون بلغم أرضي وجدوه البعض توفي والبعض بترت أطرافه، راعي غنم دخل حقل الألغام خطئا فقضي عليه هو وماشيته، امرأة وابنيها الصغيرين من البدو والرحل فقدت رجلها وفقد أحد أبناءها ذراعه والآخر أصيب في العين فكلها قصص مؤثرة تحكي عن بشاعة فرنسيا التي تدعي الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فالقائمة طويلة والأسماء كثيرة سيفي الحاج، مشراوي عبد القادر، بوسماحة سليمان، بودواية لحبيب، لعريبي الشيخ..الخ . عينة قليلة جدا من ضحايا الألغام الأرضية الاستعمارية بعد الاستقلال ولا تزال القائمة طويلة وعريضة للمعطوبين الجدد سواء في المستقبل القريب أو البعيد.
الحاج لعمري للشروق اليومي
رفضت المساومة ولن أتخلى عن الهوية الجزائرية
ذكر الحاج لعمري أحد ضحايا خط موريس المشئوم أن الفرنسيون ساوموه بان يتخلى عن هويته الجزائرية ويتجنس بالجنسية الفرنسية كي يعوض فقد كشف هذا الأخير أن مراسلته للسلطات الفرنسية من أجل حق التعويض كانت إجابتها بعذر أقبح من ذنب فقد وصله عبر البريد في سنة 1969 رسالة من السلطات الفرنسية ادعت فيها فرنسا أنها عوضت الجزائر في أكتوبر سنة 1968 حيث خصصت تعويضا هام جدا لضحايا ألغامها التي تركتها في الجزائر وبهذا الأمر يكون الدين قد قضي بين الحكومة الجزائرية والفرنسية ويضيف نفس المتحدث أن الإرسالية عرضا الذي سماه هو إهانة لكل جزائريين بعدما وعدته السلطات الفرنسية بتعويضات ووعود جد مغرية إن تجنس بالجنسية الفرنسية ويضيف أيضا أن هذا العرض فقد عرض على زملائه المعطوبين بولاية تلمسان وبكل حرقة وطنية " لن أتجنس من أجل لقمة العيش فرزقي عند الله عز وجل وهذا ما دفعني لإحراق كل الوثائق التي وصلتني والصادرة عن السلطات الفرنسية فموقف موقف أي معطوب جزائري لن نقبل فم من عضنا ونرفض حتى اللحد المساومة من أجل الهوية الجزائرية ".
على الأقدام لمدة ساعة وسط حقل الألغام
كانت المهمة خطيرة جدا فقد جازفنا حق المجازفة من اجل تسليط الضوء على ما تركته فرنسا في أرض الجزائر المستقلة فالكل نصحنا بعدم الذهاب، من المحتمل جدا أن نصبح نحن الضحية ورغم كل المحاولات مع السلطات الرسمية لولاية النعامة فقد منعنا من أن نتوغل في حقل الألغام خوفا على أرواحنا وبعد يومين من التردد كان الفضول و الأمانة الإعلامية فوق كل الاعتبارات ومن هذا المنطلق فقد سعينا جادين لمدة يومين في العثور على أحد العارفين بحقول الألغام الذي كنا نتوقع أنه طاعن في السن لكن ظهر أنه الشاب عبد الكريم الذي لم يتجاوز عمره 25 سنة كما قال فإن هوايتي منذ الصغر هي اختراق حقل الألغام وتفكيك أي لغم يقع بصري عليه فقد تعودت على هذا الأمر منذ الصغر ويضيف قائلا أن عدد كبير من أبناء منطقة النعامة وما جاورها يهوون ما أهوى وبعد إلحاح الشروق على دخول حقل ألغام انطلقت رحلتنا مع الدليل إلى نقطة تبعد عن عاصمة ولاية النعامة بحوالي 7 كلم فقط أول نصيحة قدمها لنا الشاب الشجاع هو أن نمشي على خطاه وسط حقل الألغام وفعلا كان ذلك فقد سرنا مسافة 6 كلم مشيا على الأقدام وسط حقل للألغام لمدة ساعة كاملة انقطعت فيها الأنفاس خصوصا بعدما أخذ عبد الكريم يحكي عن أماكن إصابات بعض مخترقي هذا المكان هنا وهناك وأثناء ذلك نعاين لغما فرديا هنا الذي قال عنه أنه بإمكانه بتر الأطراف السفلية لأي شخص يدوسها ثم لغم آخر من الحجم الكبير مضاد للجماعات فصلت الأسلاك المرتبطة برأسه لكنه لا يزال حيا كما قال هذا الأخير ضربة قوية على رأسه ينفجر وبإمكانه أن يقتل قطيع من الغنم أو جماعة من المشاة فإن هذا الشاب قد أبهرنا بالطريقة التي يكتشف بها اللغم ويستخرجه كما استعرض أمامنا عملية تفكيك لغم فردي حي وخلال طول هذه الرحلة الجهنمية لفت انتباهنا حجارة متجمعة على شكل دائري وسط الحقل قال عبد الكريم أنها الألغام المضادة للمركبات والجماعات التي يصعب استخراجها سيكتفي مكتشفها بتعليمها بواسطة الحجارة خوفا أن يدوسها أي شخص وهذا الأمر متعارف عليه على طول التجمعات السكانية المحاذية لخط موريس، فقد كانت هذه الرحلة وسط حقل الألغام بالنسبة لعبد الكريم جولة أو نزهة للترفيه عن النفس لكن بالنسبة للشروق فقد كانت ساعة واحدة بمثابة سنة لأن أي خطوة واحدة يمكن أن تغير حياتنا من شخص عادي إلى ضحية مبتور أحد الأطراف أو نعود في صندوق أشلاء ندفن في مسقط رأسنا.
90% من المعطوبين هم مهربين وجنين الأكثر تضررا
كشف مصدر مسؤول من مستشفى عين الصفراء أن 90% من معطوبي الألغام الأرضية بعد الاستقلال هم من المهربين الذين ينشطون على الحدود الجزائرية المغربية والبدو الرحل أما النسبة المتبقية تتعلق برعاة الغنم وصيادي الغزال و الترفاس كما يفيد ذات المصدر أنه يصل الاستعجالات الطبية في السنوات الأخيرة مصاب واحد كل سنة إن لم تكن حالة وفاة وآخرها في فبراير العام الفارط عندما انفجر لغم أرضي وسط الصحراء على صبيين كانا يرعان الماشية أين فقد أحدهما بصره أما الآخر فقد توفي في عين المكان، وفي السياق ذاته فقد وصل عدد المصابين في سنوات السبعينات إلى 100 حالة كل سنة لكن بعد تدخل أفراد الجيش وبالأخص فرقة الهندسة المختصة في نزع الألغام على طول خط موريس فقد تراجع العدد كثيرا وتفيد مصادر أخرى أن الإصابات تكثر بالمناطق الحدودية وبالأخص بمنطقة جنين بورزق القريبة من مدينة بني ونيف ببشار وكل ما جاورها من مناطق درمل، حجرة المقل، العقلة، جبل مزي…الخ بالإضافة إلى بعض المناطق القريبة إلى منطقة تيوت 17 كلم عن دائرة عين الصفراء وكدا منطقة صفيصفة التي تبعد بحوالي 30 كلم عن هذه الأخيرة وبالفعل فقد كان عدد المعطوبين واضحا جدا حيث يمكنك ملاحظة الكثير من مبتوري الأطراف في كل المناطق المذكورة التي زارتها الشروق منطقة بمنطقة.
الأسلاك المكهربة تباع في الشمال والأمطار تجرف الألغام
استاء العديد من الأهالي المحاذين لمناطق تواجد خط موريس من تصرفات تجار الأسلاك الكهربائية والشائكة التي كانت تمثل حدود خط موريس فقد ارتفعت عدد الإصابات على حد قول سكان المنطقة بعدما أخذ المهربون ينتزعون الأسلاك الشائكة ويوجهونها إلى باقي ولايات التراب الوطني بمبلغ 700 دج للمتر المربع و70 دج للمتر الواحد في شكل لفافات كي تباع لأصحاب المزارع الفلاحية، هذا الأمر قد أحدث خللا كبيرا خصوصا بعدما أخذت ملامح الخط تمحى من على الوجود لكن الألغام لا تزال باقية هذا الأمر أخذ يغلط كل من يقترب من حقل الألغام إذ لا يمكنه تحديد تواجد أماكنها حيث ساهمت العوامل الطبيعية وتغيرها في هذا الأمر إذ يذكر أحد المولين بالمنطقة أنه هناك بعض الأماكن التي تعج بالألغام دفنتها الرمال المتحركة و أشغال بناء السكة الحديدية الجديدة الرابطة بين مشرية وعين الصفراء أخذت تكشف عن هذه المناطق حيث يضيف هذا الأخير أنه تقريبا كل يوم يتم اكتشاف 4 ألغام على الأقل أثناء أشغال الحفر رغم الجهود الجبارة التي يقوم بهار فرقة الهندسة المختصة في نزع الألغام للجيش الوطني قبل تقدم بناء خط السكة الحديدية وللأمطار الموسمية دور كبير في تنقل الألغام من أماكنه إلى أماكن أخرى حيث تتسبب السيول الجارفة وسط الصحراء بجلب الألغام التي تجرفها معها على طول الوديان باتجاه التجمعات السكانية وهذا ما يرفع كذلك نسبة الإصابة.ومن خلال الرحلة الطويلة على طول خط موريس لمدة يومين ظهر جليا أن عملية لهب الأسلاك الشائكة قد مست طول الخط إذ من الصعب جدا تمييز مسار الخط أو تواجده اللهم بعض المعالم من بقايا الأسلاك الشائكة والقضبان الحديدية التي يصعب انتزاعها من أماكنها.كم تتحدث الشائعات عن أفراد مجهولوا الهوية يتاجرون في المتفجرات بعد التنقيب عن الألغام الأرضية و تفكيكها
مشاريع سكنية واستصلاح الأراضي في حقول الألغام
لقد شرع سكان المناطق الصحراوية في تحد وجيه لخط موريس بحكم التعايش الطويل الذي تجاوز 50 سنة مع الألغام الأرضية باختلاف أنواعها وأشكالها إذ أخذ فلاحوا المنطقة باستصلاح حقول الألغام بعدما ينتزعونها بعناية ودقة شديدة كي تتحول من ملك وقفي إلى قطعة أرض فلاحية جزائرية تزرع فيها الحياة والخضرة من أشجار وحبوب بدل الألغام لكن رغم ذلك وللأسف الشديد فقد تعرض في العديد من المرات الفلاحون إلى إصابات خطيرة أودت بحياة البعض وأعاقت الآخر، وفي نفس سياق هذا التحدي تحولت قطع أراضي بمئات الهكتارات بمنطقة عين الصفراء إلى مشاريع بناءات سكنية فوق حقول الألغام بعد انتزاعها من طرف أفراد الجيش الشعبي الوطني لكن رأي الحاج لعموري المصاب بمنطقة عين الصفراء كان مغايرا لآراء الآخرين حيث قال انه من غير الممكن أن تعطي البلدية قطعة أرض في حقل للألغام وذكر على سبيل المثال مسكن أحد معرفه الذي كان أمام باب مسكنه لغم مضاد للجماعات وتعذر عليه انتزاعه، كما تنقلت الشروق مع هذا الشخص إلى منطقة عين الصفراء الثالثة لتجد مشاريع سكنات تساهمية واجتماعية تبنى فوق خط موريس والعمال غير مبالين جادين في أعمال الحفر غير مبالين بالألغام تماما.
فرنسا زرعت ملايين الألغام لمعاقبة الشعب الجزائري :
تفيد بعض المصادر المؤكدة أن خط موريس المكهرب قد زرعت به ملايين الألغام باختلاف قوتها وأنواعها كما تعدت خطورة أفعالها إلى زرع الألغام في أماكن بعيدة عن خط موريس لم يتم تحديدها لحد الآن تظهر فقط عند إصابة المواطنين أو تنفجر تلقائيا بفعل ارتفاع درجة الحرارة للتي تساعد في ذلك بعد تعري التربة عنها وتعرضها مباشرة إلى أشعة الشمس الحرقة ورغم مرور 50 سنة من زرع هذه الحقول القاتلة وجهود سكان المنطقة في تفكيك ونزع كل ما وقعت عليه أبصارهم من ألغام مع الدور الكبير جدا الذي يقوم به يوميا عناصر فرقة الهندسة للناحية العسكرية الثانية في تفكيك وانتزاع آلاف الألغام بصحراء المنطقة لا تزال هناك الآلاف إن لم نقل الملايين من الألغام الحية تنتظر ضحاياها الذين لا تفارق بينهم لا بالسن ولا الجنس ولا حتى إن كان بشرا أو حيوان فرغم العدد الكبير جدا من ضحايا مخلفات الاستعمار الفرنسي لا تمسكت فرنسا الاستعمارية بائخفاء الخرائط التي تحدد بالضبط تواجد زراع الألغام في التراب الجزائري لما يقارب النصف قرن من الزمن كما تتمسك بمعاقبة هذا الشعب الذي أخذ استقلاله بيده كتمسكها بعدم الاعتراف لما خلفته من مآسي وضحايا طوال مدتها الاستعمارية بالجزائر وبعدها.
معطوبي الألغام الاستعمارية للشروق
نحن على الهامش ومحسوبين على المجاهدين
لقد استنكر كل المعطوبين الذين أصيبوا بعد الاستقلال من موقف السلطات المعنية الذين قالوا على حد قولهم أنهم على الهامش ومحسوبين على وزارة المجاهدين فقد جاء على لسان أحد المعطوبين أنه من غير العدل التفرقة بين ضحايا الاستعمار سواء قبل الاستقلال أو بعده إذ أشار أنه من غير المنطقي أن نتقاضى 7 آلاف دج للمعطوب بنسبة 100% أي القعيد مبتور الرجلين أو اليدين فيم يتقاضى المجاهدون 3 ملايين سنتيم وتصل المنح إلى 14 مليون فمن الغير المعقول أن نكون منتمين إلى وزارة المجاهدين ونتقاضى منحا جد هزيلة من وزارة التضامن لا تمكن أي واحد منا العيش الكريم بل ذهب العديد من الضحايا إلى التسول في العديد من الحالات ويؤكد هذا الأمر لعموري أحمد بقوله " أين الديموقراطية فيما يحصل لنا " حيث يضيف أنه خير بأن يدعي أنه قد كان مجاهدا وأصيب لكنه رفض هذا الأمر وتمسك بالسيناريو الحقيقي أنه أصيب صغيرا حين كان يرعى الغنم فقد ذكر أن حقوقهم مهضومة وهم محسوبون على المجاهدين لكنهم ليس لهم لا حقوقهم ولا امتيازاتهم فرغم كل المراسلات من اجل تحسين مستواهم المعيشي في جزائر العزة والكرامة منذ عهد الرئيس أحمد بن بلة إلى يومنا لم تعرف حالتهم الفرج.
سعيد كسال عن جريدة الشروق اليومي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق