العالم محمد كبير بن رابح بلقاسم الحسني الجزائري



عالم ومجاهد ومهاجر في سبيل الله، هو من خيرة أبناء مدينة العين الصفراء، رغم أن الكثير من أبناء بلده لا يعرفون عن حياته ومسيرته العلمية ومقاومته للاستعمار الفرنسي في الجزائر وسوريا شيئا. إلا انه من أشهر علماء المالكية في دمشق.

اليوم أردت أن أعرفكم من خلال هذا البحث الموجز بشخصية العلامة الشيخ محمد كبير بن رابح بلقاسم الحسني الجزائري.
محمد كبير بن رابح بلقاسم الحسني الجزائري، المشهور بالحاج محمد رابح المالكي، ولد بالعين الصفراء سنة 1884م، في عائلة بلقاسم الحسني من مقرار الفوقاني والذين هم من أبناء سيدي بوتخيل من ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني، أبوه الحاج رابح بن بلقاسم الحسني، كان على علاقة وطيدة بالمقاوم الشيخ بوعمامة حيث كان يزوره في كل مرة بزاويته بفيقيق.
أما والدته فهي السيدة كلثومة بنت السيد أبوبكر بن الطيب من أولاد سيدي بوتخيل بقصر العين الصفراء.
 هاجر مع عائلته إلى مدينة تلمسان سنة 1900م، وبسبب إتقانه للفرنسية إستطاع أن يشتغل في معمل فرنسي لصناعة المعجنات. التقى في مدينة تلمسان بالشيخ محمد الهاشمي، وكان هذا الأخير يقرؤ العلوم في دكان له، وكان عنده في دكانه مطبعة صغيرة يدوية، يطبع فيها بعض المنشورات العلمية، وكان يدعو إلى قتال الفرنسيين هو والعلماء الذين يترددون عليه.
قصد الشيخ محمد رابح الديار المقدسة للحج عام 1905، واستغرق حجه سنتين، زار خلالهمافلسطين والقدس الشريف، ومصر والشام والعراق، وكان يشتغل في أثناء سفره ليوفر نفقات السر. ولم يطب له المقام في تلمسان بعد رجوعه من الحج، فقرر الهجرة إلى المدينة المنورة، لئلا يخدم أبناؤه في الجيش الفرنسي، فخرج من بلدته عام  1910م ومعه أسرته، فقصد الشام أولا، وبقي فيها مدة يسيرة، ثم لحق به إلى الشام الشيخ محمد بن يلس، والشيخ أحمد التلمساني، والشيخ محمد الهاشمي، فأرسلتهم الحكومة التركية إلى أضنة إكراها سنة 1916م  ثم سمحت لهم بعد سنتين أن يعودوا إلى دمشق.
وفي دمشق قرروا الهجرة إلى المدينة المنورة، ولهذا باعوا كل ما يملكون، ليسافروا خفافا، وعزموا على السفر بالقطار، فقامت الحرب العالمية الأولى، وضرب الخط الحديدي الحجازي، فبقوا في دمشق.
وعندما قامت الثورة السورية تعاون الشيخ محمد رابح مع الثوار، ووضع إمكاناته في خدمتهم، وكان يتصل بضابط يدعى عطاف المغربي، لنقل الأسلحة والمعلومات والأخبار المهمة إلى الثوار. ومن نشاطاته الوطنية مشاركته في جمعية تحرير شمال إفريقية، حيث كان فيها عضوا.
لازم المحدث الشيخ محمد بن جعفر الكتاني، وكان يقوم بأموره الخاصة، وبقي معه حتى سنة 1926م حين رجع الشيخ الكتاني إلى المغرب، وقد صاحبه إلى الهند في سفرته إليها. كما لازم الشيخ أمين السويد، والشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ محمد البيضاوي، والشيخ محمد الكافي، والشيخ محمد الحلواني.
سكن أولاً بحي القزازين في دار باعها، وانتقل منها سنة 1936م  إلى كيوان، وعمر هناك دارا كبيرة، وعمل مع آخرين على إنشاء مسجد كيوان المعروف على جانب النهر بدمشق.
حج من دمشق على الجمال سنة 1922 م، وكان معه كل أهله رجالاً ونساء، ثم حجّ بالطائرة سنة 1952م ومعه زوجته.
توفي بدمشق بعد صلاة فجر يوم الخميس 28 فبراير 1961 وصلى عليه بجامع التوبة السيد محمد مكي الكتاني، بعد العصر، ودفن بمقبرة الدحداح.
ولداه: محمد عدنان وأحمد. وله أحفاد الى اليوم هم من خيرة أبناء دمشق.
المصادر المعتمدة:
من مذكرات الشيخ محمد كبير بن رابح بلقاسم الحسني الجزائري نقلا عن حفيده السيد مصطفى بلقاسم الجزائري.
يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي،  نثر الجواهر والدرر في علماء القرن الرابع عشر، وبذيله: عقد الجوهر في علماء الربع الأول من القرن الخامس عشر،  دار المعرفة - بيروت، ط1، 2006، ص 1414.
أحمد عقون 2018.






ليست هناك تعليقات: